يشهد الواقع السياسي في سوريا والمنطقة تطورات كان من الممكن أن تشكل بصيص أمل نحو السلام والاستقرار. فقد ساد التفاؤل إثر الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة الانتقالية في دمشق كما تنامى الأمل بشأن نداء وعملية السلام في تركيا لما لهما من آثار إيجابية على عموم المنطقة.
إلا أن ما نشهده على الأرض يناقض هذه التطلعات حيث تستمر الدولة التركية في نهجها التصعيدي من خلال دعمها لمسلحي ما يسمى “الجيش الوطني” في محور سد تشرين ومناطق أخرى بالإضافة إلى تصعيد القصف العشوائي والممنهج باستخدام الطائرات الحربية والمسيرة على طول الحدود والتي لم تتوقف طيلة السنوات الماضية تحت حجج ومبررات غير شرعية وحقيقية. هذه الهجمات لا تميز بين المدنيين والعسكريين وتستهدف المنشآت المدنية والخدمية التي تخدم المجتمع ككل .
وكان آخر هذه الاعتداءات القصف الذي طال ريف كوباني وأدى إلى فقدان عائلة بأكملها مكونة من سبعة أطفال مع والديهم. إن هذه الجريمة ليست مجرد اعتداء عابر بل تصنَّف ضمن جرائم الحرب التي تتجاوز كل المعايير الإنسانية والقانونية والأخلاقية.
إننا في كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا.
ندين بشدة هذه الانتهاكات المتكررة وندعو الحكومة الانتقالية في دمشق إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ موقف واضح وصارم تجاه هذه الاعتداءات. كما نناشد الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية لوضع حد لمثل هذه الجرائم والعمل الجاد على وقف كل أشكال الحروب في سوريا وفتح المجال أمام الحوار والتفاهم بين السوريين وصولًا إلى حل سياسي شامل وعادل .
العدالة والسلام والاستقرار هي مطالب الشعوب وأي تأخير في تحقيقها لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والمآسي.
كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي